( إلى (( سين )) ، (( سيني )) كأول حرف من سوريا )
(ميلادها في أيار ، أجمل شهور بلادي)
مرَّ أيَّـارُ .. ولم أكتبْ
وفي أيَّـارَ .. أعياد الربيعِ
مرَّ أيَّـارُ .. وسيني .. عرس أيارَ وبوح الياسمينِ
مولدُ النرجسِ .. يحكي
عن حياة الأرض .. إن جاء الربيعُ
وعن الشمس .. وعن شوق الطيورِ
فاسمعي .. لحنَ بعيدٍ
هاجهُ الشوق .. فغنى ألماً :
آه لـو يقذفني الحلمُ .. إلى عالمكمْ
مثلما يقذفُ موجُ البحر .. إن هاج
على الشط .. بقايا زورق
ضاع في اللـجِّ .. وضلَّ المقصدا
***
مرَّ أيَّـارُ .. ولم أكتبْ .. وفي أيارَ يا سيني ولدتِ
يوم جئتِ ..
ولدتْ نسمة عطرٍ
ولدتْ قطرة مـاءٍ
ولدتْ دفقة نـورٍ
فإذا أنتِ .. من العطرِ .. من الماءِ
ومن نور السماءِ
***
فيك .. قال الله .. للأكوان
إن الأرض .. أنثى
وجمال الكون .. أن تولد أنثى
مثل سيني ..
***
مرَّ أيَّـارُ .. صديقُ العطر والنور
ولم أخرجْ .. أحييهِ ابتهاجا
صدِّقيني كان بالعطر انشغالي ..
فنسيتُ الزهـر .. والحقل .. وأسماءَ النجومِ
كنتُ .. عن سيني .. بسيني .. ألفَ مشغولٍ
فلم أكتبْ .. ولم أهتفْ لهـا .. رغم اشتياقي
كنتُ .. بل ما زلتُ .. مشغولاً بآلافِ الصورْ
يـوم تأتينَ .. وألقـاك .. ربيعـاً من بلادي
يـوم تأتينَ .. فيأتي
كل يوم .. فيك أيَّـارُ وتزهو
ألفُ أرضٍ ..
ويغني ألفُ عصفور .. على أشجار غابي ..
يوم تأتين .. فتأتي الشام فيك ..
بردى ينسابُ .. من بين يديك ..
فالمسي بالكفِّ .. يا حاملةَ الشامِ .. جبيني
وامنحيني .. كلَّ ما في أمسيات الشام ..
من سحر وطيب وحنينِ
إن أتيتِ
تحملينَ الشامَ .. في عينيك سحرا
وخلعتِ .. فوق مشتاق .. خلودَ الشام .. إعلاناً وسرَّا
إن فعلتِ ..
سقطتْ أسقام نفسي ..
إن فعلتِ
أصبح الشعر .. نشيداً خالداً
كخلود الشام .. رغم الفاتحين ..
فامنحيني .. رغم ما يفصلنا
من مسافات .. ومن تجربةٍ
يدك اليمنى .. وقولي :
طالما نحن هنا .. طالما نحن وُلدنا ..
فإذن .. نحن من الله شعاعٌ
لامس الأرض .. فأضحى بشرا
ولذا .. نحن سنبقى خالدينْ
رغم ما نحمل .. من يأس وبعد وحنينْ ..
***
حدثيني .. رغم ما مرَّ بنا
من شجون وجراحات .. عن الشام الحبيبهْ
عن بلاد النور .. والإيمان بالله
وبالإنسان .. رغم الترهاتِ
واذكـري .. أي تراث .. نـوَّرَ الكونَ
وهل كان تراث النور .. إلا من بلادي
نحـن في الشـرق .. اكتشـفنا الله ..
والغربي صاغ الدرهما
ماله .. كم جـرَّ موتاً
وإله الشرق .. أضحى بلسما
***
حالتِ الأيامُ .. يا سيني .. فهاجرنا
إلى أرضٍ بعيدهْ
وتأقلمنا .. فأصبحنا كأهل الغرب .. في كل مجالِ
قتلتنا يا ابنةَ الأعرابِ
في المغرب .. أسقامُ الحياةِ
فركبنا المـالَ كالغـول .. وألَّهنا الثراءَ
قالب الأشياء أضحى جوهراً
فأضعنا الجوهر الحقَّ .. وصرنا فقـراءَ
حجبتنا عادياتُ الدهر .. عن حب السماءِ
فنسينا .. أن في الدنيا سماءَ
وغدونا محض أرضيين .. في هـذا الوجودِ
نحن ظلٌ .. فارق الأصل .. فأضحى ضائعا
فسـلام مشرقَ الأنـوار .. ممن غـادروكْ
نصف مختارين .. تاهوا في البلادِ
نصف مجبورين .. غادرنا الجنانا
***
موطني .. إن الذي كان ..
أجلْ .. كان جريمهْ
نحن لم نصلبْ يسوعاً
بل تركنا الشرق مصلوباً .. وأدبرنا الهزيمهْ
فعسى تصفحُ .. عن أبنائها
أذنبوا
سيان إن هم شرَّدوا غيرهم ..
أم شُرِّدوا .. عن حماها ..
سوريا .. الأمُ الكريمهْ